أخبار

رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود فضيلة الإمام الأكبر الدولية نحو جمع شمل الأمة وتحقيق الأمن الفكري

 

انطلقت اليوم بمركز الأزهر للمؤتمرات فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية تحت عنوان: “الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري: رؤية واقعية استشرافية”، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبالشراكة بين مجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر.

 

 

 

وفي كلمته الافتتاحية، تقدم الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بخالص العزاء لفضيلة الإمام الأكبر ولأسرة آل الطيب في وفاة الحاجة سميحة الطيب، سائلًا المولى -عز وجل- لها الرحمة والمغفرة، ولفضيلة الإمام الأكبر وآل الطيب جميعًا الصبر والسلوان.

 

ووجه رئيس جامعة الأزهر الشكر والعرفان للحضور الكريم، ولفضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر؛ لتشريفه المؤتمر ودعمه له، وشدد على أهمية الحوار الحضاري؛ فهو جزء أصيل من رسالة الإسلام، ودور الأزهر الشريف في نشر قيم التسامح والعدل، موضحًا أن المؤتمر يمثل منصة علميَّة لاستعراض القضايا الراهنة وتعزيز التفاهم بين الثقافات من خلال رؤية واقعيَّة تستشرف المستقبل، انطلاقًا من كون الحوار الحضاري يمثل أحد أعمدة الدعوة الإسلامية وأساسًا للتعايش السلمي بين الشعوب والثقافات.

 

وأضاف أن المؤتمر يأتي استمرارًا لجهود كلية الدعوة الإسلامية في مناقشة القضايا الراهنة واستشراف المستقبل، مشيدًا بالدور الكبير الذي يلعبه مجمع البحوث الإسلاميَّة برئاسة فضيلة الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام للمجمع، في التعاون الصادق والتكامل في المؤتمرات العلمية وتقديم الأبحاث التي تسهم في إبراز سماحة الإسلام وتعاليمه الداعمة للتعايش السلمي محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

 

وأوضح رئيس الجامعة أن الحوار الحضاري ليس مفهومًا حديثًا، بل هو ركيزة أساسية في الإسلام، بدأ منذ خلق الإنسان، كما ورد في الحوارات القرآنية بين الله -سبحانه وتعالى- وملائكته، وبين الله وإبليس، وسيدنا آدم وذريته، مشيرًا إلى أن الحوار الحضاري يجب أن يتسم بالإنصاف والعدل، منتقدًا استغلال بعض القوى العالمية لما يسمى بـ”حق الفيتو”؛ لفرض إرادتها وسطوتها على الشعوب المستضعفة، مشددًا على أن ما ما يحدث في غزة مثالٌ صارخٌ على غياب العدالة؛ حيث تستخدم هذه الأدوات لتبرير الظلم والعدوان الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء.

 

وشدد رئيس جامعة الأزهر على أهمية الوحدة الإسلامية ركيزةً أساسية للتغلب على التحديات التي تواجه الأمة، مثمنًا الجهود المخلصة التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر في هذا الملف المهم، الذي يسعى إلى جمع الأمة الإسلامية ولم شملها؛ حتى تكون لها راية مرفوعة وكلمة مسموعة، وعلينا أن نقتدي بهذه الجهود؛ لتعزيز وحدة الصف ونبذ الخلافات، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية إذا اتحدت ستكون قادرة على مواجهة الظلم واسترداد حقوقها.

 

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الهدف من هذه الفعاليات هو التخطيط للمستقبل ومواجهة التحديات بوعي فكري، وأضاف: عقدنا العام الماضي مؤتمرًا بعنوان: نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن- رؤية واقعية استشرافية، واليوم نواصل هذه المسيرة عبر استشراف المستقبل بعيون واعية تستند إلى تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة.

 

واختتم رئيس الجامعة كلمته بالإشادة بجهود فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبدور الأزهر الشريف منارة فكرية ودعوية، مؤكدًا أن الأزهر الشريف كان وسيظل حارسًا على الإسلام المعتدل، ودوره في جمع شمل الأمة وتحقيق الأمن الفكري لا يمكن إنكاره، مؤكدًا سعيه الدائم إلى تعزيز الحوار الحضاري ونشر قيم السلام والعدل بين الأمم.

 

يُذكر أن المؤتمر شهد حضورًا أكاديميًّا وإعلاميًّا مميزًا، وتستمر فعالياته بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، ويأتي انعقاد المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية في إطار تعزيز دور الأزهر الشريف منارة للفكر الإسلامي الوسطي المعتدل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى